معركة قلعة شنت إشتيبن
معركة قلعة شنت إشتيبن أو معركة قلعة قاشترو (بالإسبانية: Batalla de Castromoros)، معركة وقعت في يوم 14 ربيع الأول سنة 305 هـ بين المسلمين بقيادة أحمد بن محمد بن أبي عبدة ضد قوات مملكة ليون بقيادة أردونيو الثاني وانتصرت فيها مملكة ليون.
خلفية
في فترة الثورات الداخلية التي شهدتها بلاد الأندلس أخذ نصارى الشمال في التوسع جنوبًا على حساب بلاد الإسلام، وقد شن ملوك ليون الإسبان غارات مخربة ومدمرة على حدود دولة الإسلام ناحية الشمال الغربي مثل مدن أسترقة وسمورة وشلمنقة وشقوبية حتى خلت تقريبًا من سكانها المسلمين، وكانت إسبانيا النصرانية في حالة صراع أبدي ضد الأندلس المسلمة، وكلما سنحت الفرصة توسع الإسبان على حساب المسلمين. ولكن عبد الرحمن الناصر لدين الله أمير الأندلس كان أبعد نظراً من أن يغضى عن عدوان يقع في صميم الأراضي الإسلامية. هذا إلى أنه رأى أن يأسر قلوب الثوار، بإنجادهم والانتقام لهم، وأن يرد عدوان النصارى بمثله.
المعركة
في عام 916 (304 هـ) سير عبد الرحمن وزيره وقائده أحمد بن محمد بن أبي عبدة في جيش قوي، غازياً إلى أراضي مملكة ليون، فالتقى بالنصارى وهزمهم في عدة وقائع محلية، وعاث في أراضيهم وسبى وغنم غنائم كثيرة [1]. وفي العام التالي أراد أردونيو الثاني الانتقام لهزائمه، فعاث في منطقة طلبيرة [الإنجليزية]، وأحرق مدنها وانتسف ضياعها، فضج المسلمون لهذا البلاء، وتضرعوا إلى مليكهم أن ينقذهم من هذا العدوان الصارخ.
فسير عبد الرحمن قائده أحمد بن أبي عبدة ثانية إلى أرض النصارى في جيش ضخم من المدونين، والمتطوعة، وانضم إليه حين دخوله إلى الثغر (الحدود) خلق كثير، واخترق المسلمون أراضي قشتالة، وزحفوا إلى قلعة شنت إشتيبن الواقعة على نهر التاجُه، وكانت تسمى أيضاً قلعة قاشترو مورش (3)، وهي من أمنع قلاع النصارى على الحدود، وضربوا حولها الحصار الصارم، ثم نازلوها بشدة، وكادت تسقط في أيديهم، لولا أن هرع إلى إنجادها أردونيو في جموع ضخمة من النصارى؛ وكان الجيش الإسلامي بالرغم من تفوقه في الكثرة مختل النظام، مفكك العرى، يتألف سواده من البربر والمرتزقة الذين لا يعتمد على ولائهم وشجاعتهم، وكانوا يحرصون على غنائمهم أكثر من حرصهم على مقاتلة العدو، فلما انقض أردونيو بقواته على المسلمين، تسللت منهم وحدات كثيرة، وارتدت أمام المهاجمين، ودب الهرج إلى صفوف المسلمين. ولكن قائدهم الشجاع أحمد بن أبي عبدة فضل الموت على الارتداد، فصمد في مكانه في نفر من أشجع ضباطه وجنده، فقتلوا جميعاً، وهلك معهم عدة من أكابر الفقهاء والمجاهدين. وكانت هزيمة مروعة. وكان ذلك في الرابع عشر من ربيع الأول سنة 305 هـ (4 سبتمبر سنة 917 م).
- ^ البيان المغرب ج 2 ص 176