حرب شعبية
جزء من سلسة مقالات حول |
الماوية |
---|
بوابة شيوعية |
الحرب الشعبية أو حرب الشعب المطولة هي استراتيجية عسكرية ماوية. طورها لأول مرة الزعيم الثوري الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ (1893-1976)، الفكرة الأساسية لهذه الاستراتيجية هي الحفاظ على دعم السكان وجذب العدو إلى عمق الريف (تمديد خطوط إمدادهم) حيث يستنزفهم السكان من خلال حرب العصابات وفي النهاية بناء حرب متنقلة. استخدمها الشيوعيون الصينيون ضد الجيش الإمبراطوري الياباني في الحرب العالمية الثانية، واستخدمتها الجمهورية السوفيتية الصينية في الحرب الأهلية الصينية.
يستخدم الماويون هذا المصطلح للإشارة إلى استراتيجيتهم المتمثلة في النضال الثوري المسلح الطويل الأمد. بعد الحرب الصينية الفيتنامية في عام 1979، تخلى دينج شياو بينج عن الحرب الشعبية لصالح «حرب الشعب في ظل الظروف الحديثة»، والتي ابتعدت عن الاعتماد على القوات وركزت على التكنولوجيا. مع تبني «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية»، غذت الإصلاحات الاقتصادية الاستثمار العسكري والتكنولوجي. كما قُلصت أعداد القوات المسلحة وعُززت الاحترافية.
لقد استخدمت حركة فيت كونغ استراتيجية حرب الشعب استخدامًا مكثفًا في حرب فيتنام. لكن لا ينبغي الخلط بين الحرب المطولة ونظرية «الفوكو» التي استخدمها تشي جيفارا وفيدل كاسترو في الثورة الكوبية عام 1959.
مراجعة
[عدل]في الصين
[عدل]في صياغتها الأصلية التي وضعها الرئيس ماو تسي تونغ، تستغل حرب الشعب المزايا القليلة التي تتمتع بها الحركة الثورية الصغيرة ـوقد يكون الدعم الشعبي الواسع النطاق أحد هذه المزاياـ في مواجهة قوة الدولة التي تمتلك جيشًا كبيرًا محترفًا ومجهزًا تجهيزًا جيدًا وممولًا بسخاء. تتجنب الحرب الشعبية من الناحية الاستراتيجية المعارك الحاسمة، لأن قوة صغيرة تتألف من بضع عشرات من الجنود من السهل هزيمتها في مواجهة شاملة مع الدولة. بدلًا من ذلك، تعتمد هذه الاستراتيجية على نهج حرب طويلة الأمد تُنفذ على ثلاث مراحل، مع اختيار المعارك بعناية لضمان تحقيق انتصارات ممكنة وواقعية.
في المرحلة الأولى من الحرب الشعبية، تبدأ القوة الثورية في منطقة نائية ذات تضاريس جبلية أو غابات حيث يكون عدوها ضعيفًا. تحاول إنشاء معقل محلي يُعرف باسم منطقة القاعدة الثورية. مع نمو قوتها، تدخل المرحلة الثانية، وتنشئ مناطق قاعدة ثورية أخرى وتنشر نفوذها عبر الريف المحيط، حيث قد تصبح القوة الحاكمة وتكتسب الدعم الشعبي من خلال برامج مثل إصلاح الأراضي. في النهاية وفي المرحلة الثالثة، عندما تمتلك الحركة القوة الكافية تبدأ بتطويق المدن الصغيرة والاستيلاء عليها، ثم المدن الأكبر، حتى تتمكن أخيرًا من الاستيلاء على السلطة في جميع أنحاء البلاد.
في إطار الجيش الأحمر الصيني، شكل مفهوم حرب الشعب الأساس للاستراتيجية ضد اليابان، وضد الغزو السوفيتي المفترض للصين. أصبح مفهوم حرب الشعب أقل أهمية مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتزايد احتمالات الصراع مع الولايات المتحدة بشأن تايوان. في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، تغير مفهوم حرب الشعب ليشمل المزيد من الأسلحة عالية التقنية.
يرجع المؤرخ ديفيد بريستلاند بداية سياسة الحرب الشعبية إلى نشر «المخطط العام للعمل العسكري» في مايو 1928، من قبل اللجنة المركزية الصينية. أسست هذه الوثيقة الاستراتيجيات العسكرية الرسمية للجيش الأحمر الصيني أثناء الحرب الأهلية الصينية.[1][2]
إن استراتيجية حرب الشعب لها أبعاد سياسية بالإضافة إلى أبعادها العسكرية. في الصين، كان جيش التحرير الشعبي في بداياته يتألف من فلاحين افتقروا في السابق إلى الأهمية السياسية والسيطرة على مكانهم في النظام الاجتماعي. كان التنظيم الداخلي للجيش قائمًا على المساواة بين الجنود والضباط، كما كانت علاقته الخارجية مع المدنيين في المناطق الريفية تقوم على مبدأ المساواة. بحسب عالم الاجتماع أليساندرو روسو، فإن الوجود السياسي للفلاحين من خلال جيش التحرير الشعبي كان استثناءً جذريًا للقواعد التقليدية للمجتمع الصيني، فقد قلب الهياكل الهرمية الصارمة وأوجد أشكالًا غير مسبوقة من المساواة.[3]
استخدامات أخرى في الخطاب الصينية
[عدل]في عام 2014، بدأت قيادة الحزب في شينجيانغ حربًا شعبية ضد «قوى الشر الثلاث» المتمثلة في الانفصالية والإرهاب والتطرف. نشرت مئتي ألف من كوادر الحزب في شينجيانغ وأطلقت برنامج «الزواج بين الموظفين المدنيين والعائلات». كان شي غير راضٍ عن النتائج الأولية لحرب الشعب واستبدل تشانغ تشون شيان بتشين كوانغو في عام 2016. بعد تعيينه، أشرف تشين على تجنيد عشرات الآلاف من ضباط الشرطة الإضافيين وتقسيم المجتمع إلى ثلاث فئات: جدير بالثقة، ومتوسط، وغير جدير بالثقة. أمر مرؤوسيه «باتخاذ هذه الحملة الصارمة كمشروع رئيسي»، و«استباق العدو، والضرب في البداية». بعد اجتماع مع شي في بكين، عقد تشين كوانغو تجمعًا في أورومتشي مع عشرة آلاف جندي وطائرات هليكوبتر ومركبات مدرعة. بينما كان يستعرض قواته، أعلن عن «هجوم ساحق ومدمر»، وأعلن أنهم «سيدفنون جثث الإرهابيين وعصابات الإرهاب في البحر الشاسع لحرب الشعب».[4]
في فبراير 2020، أطلق الحزب الشيوعي الصيني حملة عدوانية وصفها الرئيس شي جين بينغ بأنها «حرب شعبية» لاحتواء انتشار فيروس كورونا.[5]
خارج الصين
[عدل]في الدول غير الشيوعية مثل إيران، استغل الحرس الثوري الإسلامي حرب الشعب الطويلة ضد العراق.[6]
قائمة الحروب الشعبية
[عدل]الصراعات الواردة في القائمة التالية هي حروب فاشلة وناجحة وصفها الماويون بأنها حروب شعبية، فضلًا عن محاولات فاشلة ومستمرة لبدء وتطوير حروب شعبية. بالإضافة إلى الصراعات الواردة في القائمة، كانت هناك أيضًا صراعات لم تكن بقيادة ماوية بحتة أو لم ينظر إليها باعتبارها حروبًا شعبية، ولكن كانت هناك مجموعات ماوية متورطة فيها اعتبرت الصراعات جزئيًا كذلك، بما في ذلك الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (الصراع العربي الإسرائيلي) والحزب الشيوعي في بورما (الحرب الأهلية في ميانمار).
التاريخ | الصراع | الدولة | المجموعة المتمردة | منطقة القاعدة الثورية | القتلى | النتائج |
1 أغسطس 1927 – 7 ديسمبر 1949 | الحرب الاهلية الصينية | الصين | الحزب الشيوعي الصيني
الجيش الأحمر للعمال والفلاحين الصينيين (1927-1937) جيش التحرير الشعبي الصيني (1946-1950) |
الصين المتحكم بها الشيوعيون | 13 مليون قتيل | انتصر الشيوعيون |
2 أبريل 1948- 21 سبتمبر 1988 | التمرد الشيوعي في ميانمار | بورما | الحزب الشيوعي البورمي
جيش التحرير الشعبي |
ولاية شان | +3,000 قتيل | انتصرت الحكومة |
1 نوفمبر 1955-30 أبريل 1975 | حرب فيتنام | فيتنام الشمالية | فيت كونغ
جيش تحرير فيتنام الجنوبية |
منطقة الحرب سي (1966-1972)
لوك نينه (1972-1975) |
1,326,494–4,249,494 قتيل | انتصر الشيوعيون |
23 مايو 1959-2 ديسمبر 1975 | الحرب الأهلية اللاوسية | لاوس | حزب الشعب الثوري اللاوسي
الباثيت لاو |
سام نوا | 20,000-62,000 قتيل | انتصر الشيوعيون |
1961 – 1979 | الثورة النيكاراغوية | نيكاراغوا | الجبهة الساندينية للتحرير الوطني
الجيش الشعبي السانديني |
إقليم شمال الساحل الكاريبي المستقل | أكثر من 30 ألف قتيل | انتصر الشيوعيون |
نحو ديسمبر 1962 – 3 نوفمبر 1990 | التمرد الشيوعي في ساراواك | ماليزيا | الحزب الشيوعي في شمال كاليمانتان
جيش شعب شمال كاليمانتان |
ساراواك | 400-500 قتيل | انتصرت الحكومة |
1965 – 1983 | التمرد الشيوعي في تايلاند | تايلاند | الحزب الشيوعي التايلاندي
جيش التحرير الشعبي التايلاندي |
محافظة ناخون فانوم | 6500 قتيل | انتصرت الحكومة |
18 مايو 1967 – حتى الآن | العصيان الماوي-الناكسالي | الهند | الحزب الشيوعي الهندي (الماوي)
جيش التحرير الشعبي |
الممر الأحمر | أكثر من 14000 قتيل منذ عام 1996 | مستمرة |
17 يناير 1968 – 17 أبريل 1975 | الحرب الأهلية الكمبودية | جمهورية الخمير | الحزب الشيوعي لكمبوتشيا
الخمير الحمر |
محافظة راتاناكيري | 275,000–310,000 قتيل | انتصر الشيوعيون |
مراجع
[عدل]- ^ Priestland، Davis (2009). The Red Flag: A History of Communism. New York: Grove Press. ص. 253.
- ^ Russo، Alessandro (2020). Cultural Revolution and Revolutionary Culture. Durham: Duke University Press. ص. 36. ISBN:978-1-4780-1218-4. OCLC:1156439609.
- ^ Russo، Alessandro (2020). Cultural Revolution and Revolutionary Culture. Durham: Duke University Press. ص. 37. ISBN:978-1-4780-1218-4. OCLC:1156439609.
- ^ Khatchadourian، Raffi. "Surviving the Crackdown in Xinjiang". The New Yorker. مؤرشف من الأصل في 2024-12-13. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-15.
- ^ Xie، Huanchi (20 فبراير 2020). "Xi stresses winning people's war against novel coronavirus". Xinhua News Agency. مؤرشف من الأصل في 2020-02-28.
Xi Jinping, general secretary of the Communist Party of China Central Committee, on Monday stressed resolutely winning the people's war of epidemic prevention and control with firmer confidence, stronger resolve and more decisive measures.
- ^ Guarding History: The Islamic Revolutionary Guard Corps and the Memory of the Iran-Iraq War. نسخة محفوظة August 17, 2023, على موقع واي باك مشين..